للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [سورة الزخرف آية: ٤٥] ، وكل رسول أول ما يقرع أسماع قومه، أن يقول: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [سورة الأعراف آية: ٥٩] .

وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [سورة النحل آية: ٣٦] ، قال مالك وغير واحد من المفسرين: كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنهما: "الطاغوت الشيطان".

قال ابن كثير رحمه الله: وهو قول قوي جدا، فإنه يتناول كل ما كان عليه أهل الجاهلية، من عبادة الأوثان، والتحاكم إليها، والانتصار بها، ذكره على قوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} [سورة البقرة آية: ٢٥٦] الآية.

قال النووي: قال الليث وأبو عبيدة والكسائي، وجماهير أهل اللغة: الطاغوت: كل ما عبد من دون الله ; وقال الجوهري: الطاغوت الشيطان، وكل رأس في الضلالة، انتهى. وما تضمنته هذه الآية ونحوها من آي القرآن، من الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن عبادة غيره، هو معنى لا إله إلا الله; قال ابن جرير في الكلام على معنى لفظ الجلالة، قال: روي لنا عن ابن عباس، قال: "أي: هو ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين".

وقال الجوهري: أله بالفتح، إلهة، أي: عبد عبادة; قال: ومنه قولنا: الله، وأصله إله على وزن فعال، بمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>