الفرائض: العلم بمعنى لا إله إلا الله، وأن أعظم الجهل: نقص العلم بمعناها، إذ كان معرفه معناها آكد الواجبات، والجهل بذلك أعظم الجهل وأقبحه.
ومن العجب: أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى لا إله إلا الله نفيا وإثباتا، عاب ذلك، وقال: لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم.
فيقال له: بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد، الذي خلق الله الجن والإنس لأجله، وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفره الله؛ ولا عذر لمكلف في الجهل بذلك، ولا يجوز فيه التقليد، لأنه أصل الأصول؛ فمن لم يعرف المعروف، وينكر المنكر فهو هالك، لا سيما أعظم المعروف، وهو التوحيد، وأكبر المنكر وهو الشرك.
قال رجل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: هلكت إن لم آمر بالمعروف وأنه عن المنكر; فقال ابن مسعود: "هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف، وينكر المنكر"; وبمعرفة التوحيد يعرف أهله; قال علي رضي الله عنه: "اعرف الحق تعرف أهله". ""
وأما الإقرار بتوحيد الربوبية، وهو أن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء ومليكه ومدبره، فهذا يقر به المسلم والكافر، ولا بد منه؛ لكن لا يصير به الإنسان مسلما، حتى يأتي بتوحيد الإلهية الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون، وبه يتميز المسلم من المشرك، وأهل الجنة من أهل النار.