للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نداء؟! ما أسمج هذا القول وأقبحه، وهو قول يستحى من حكايته لولا أنه يروج على الجهال، لا سيما إذا سمعوه ممن يعتقدون علمه ودينه.

وأي فرق بين سؤال الميت حاجته، وبين سؤالها من صنم ونحوه، بأن الثاني يسمى دعاء، والأول نداء؟! فإن قال: الكل نداء لا دعاء، فهذا مشاقة للقرآن، ومحادة لله ورسوله، ولا يحتاج في بطلانه إلى أكثر من حكايته؛ وما أظن أن عاقلا يحيك هذا في نفسه، وإنما هو عناد ومكابرة، وإنما يروج على أشباه البهائم.

أما يخاف هذا أن يتناوله قوله تعالى: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [سورة غافر آية: ٥] ؛ والله سبحانه وتعالى سمى سؤال غيره دعاء في غير موضع من كتابه، قال تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} [سورة فاطر آية: ١٤] ؛ والدعاء في القرآن يتناول دعاء العبادة، ودعاء المسألة.

[فصل فيما يقال لمن ادعى أن الشرك هو الصلاة والسجود لغير الله]

ويقال لمن ادعى أن الشرك هو الصلاة والسجود لغير الله، مع أن هذا مكابرة من مدعيه؛ فكما أن السجود عبادة، فكذلك الدعاء والنذر، والذبح وغيرهما، كما تقدم تعريفه. وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن دعاء غيره، وذم فاعل ذلك، وأمر بإخلاص الدعاء له أكثر مما ذكر في خصوصية السجود،

<<  <  ج: ص:  >  >>