الصبح عليها، ثم قال: اللهم إني هدمتها لك، فلا ترفع لها رأسا؛ فما رفع لها رأس إلى الآن، انتهى كلامه. وكان العالم: أبو محمد ابن أبي زيد، يعظم شأن أبي إسحاق، ويقول: طريقة أبي إسحاق خالية، لا يسلكها أحد في الوقت.
[الرد على من ادعى أن للأولياء تصرفا في الحياة وبعد الممات]
قال الشيخ: صنع الله الحنفي، في كتابه الذي ألفه في الرد على من ادعى، أن للأولياء تصرفا في الحياة وبعد الممات، على سبيل الكرامة: هذا وإنه قد ظهر الآن فيما بين المسلمين، جماعات يدعون أن للأولياء تصرفا في حياتهم، وبعد الممات، ويستغاث بهم في الشدائد والبليات، وبهم تكشف المهمات، فيأتون قبورهم، وينادونهم في قضاء الحاجات، مستدلين على أن ذلك منهم كرامات; وقالوا: منهم أبدال ونقباء، وأوتاد ونجباء، وسبعة وسبعون، وأربعة وأربعون، والقطب هو الغوث للناس، وعليه المدار بلا التباس، وجوزوا لهم الذبائح والنذور، وأثبتوا لهم فيهما الأجور.
قال: وهذا كلام فيه تفريط وإفراط، بل فيه الهلاك الأبدي، والعذاب السرمدي، لما فيه من روائح الشرك المحقق، ومضادة الكتاب العزيز المصدق، ومخالف لعقائد الأئمة، وما اجتمعت عليه الأمة، وفي التنْزيل:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً}[سورة النساء آية: ١١٥] إلى أن قال: الفصل الأول: فيما انتحلوه من الإفك الوخيم، والشرك العظيم، إلى أن قال: