إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم فيعظمونها، ويرجون الشفاء لمرضاهم، وقضاء حوائجهم بالنذر لهم، وهي ما بين عيون وشجر وحائط.
وفي مدينة دمشق - صانها الله من ذلك - مواضع متعددة، كعوينة الحمى خارج باب توما، والعمد المخلق داخل باب الصغير، والشجرة الملعونة اليابسة خارج باب النصر، في نفس قارعة الطريق، سهل الله قطعها، واجتثاثها من أصلها; فما أشبهها بذات أنواط الواردة في الحديث، وذكر الحديث.
ثم قال: قال أبو بكر الطرطوشي: فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة، أو شجرة يقصدها الناس ويعظمونها، ويرجون البرء والشفاء منها، ويضربون بها المسامير والخرق، فهي ذات أنواط فاقطعوها; ثم قال [أبو شامة] :
ولقد أعجبني ما صنعه الشيخ أبو إسحاق الجبنياني رحمه الله تعالى، أحد الصالحين ببلاد إفريقية، في المائة الرابعة، حكى عنه صاحبه الصالح: أبو عبد الله، محمد بن أبي العباس المؤدب، أنه كان إلى جانبه عين تسمى "عين العافية" كانت العامة قد افتتنوا بها، يأتونها من الآفاق من تعذر عليها نكاح، أو ولد، قالت: امضوا بي إلى العافية، فتعرف بها الفتنة.
قال أبو عبد الله: فأنا في السحر ذات ليلة، إذ سمعت أذان أبي إسحاق نحوها، فخرجت فوجدته قد هدمها، وأذن