ولا دفع الضر، من نبي وولي وغيره، على وجه الإمداد منه، إشراك مع الله إذ لا قادر على الدفع غيره، ولا خير إلا خيره.
وأما ما قالوه أن فيهم أبدالا ونقباء، وأوتادا ونجباء، وسبعين وسبعة، وأربعين وأربعة، والقطب وهو الغوث للناس، فهذا من موضوعات إفكهم، كما ذكره القاضي المحدث ابن العربي، في سراج المريدين، وابن الجوزي، وابن تيمية، انتهى باختصار ; وأقوال العلماء في ذلك كثير، واكتفينا بما ذكرنا.
[فصل في قول الشيخ: الشيطان يضل بني آدم بحسب قدرته]
وتقدم في كلام الشيخ الإشارة إلى أنه لولا أنه يخشى من الفتنة بالقبور، لما نهى عن الصلاة عندها وغير ذلك، وتأكدت الفتنة بقضاء حوائج بعض قاصديها والمشركين بها، وذكر الشيخ رحمه الله من ذلك أشياء كثيرة، ذكرها في "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"، وغيره من كتبه.
قال: والشيطان يضل بني آدم بحسب قدرته، فمن عبد الشمس والقمر والكواكب ودعاها، كما يفعل أهل دعوى الكواكب، فإنه ينْزل عليه شيطان يخاطبه، ويحدثه ببعض الأمور، يسمون ذلك روحانيات الكواكب، وهو شيطان؛ وكذلك عباد الأصنام، قد تخاطبهم الشياطين؛ وكذلك من استغاث بميت أو غائب؛ وكذلك من دعا الميت أو دعا عنده، وظن أن الدعاء عند قبره أفضل منه في البيوت والمساجد.