وللنصارى والضلال من المسلمين أحوال عند المشاهد، يظنونها كرامات، وهي من الشيطان، مثل أن يضعوا سراويل عند القبر، فيجدونه قد عقد، أو يوضع عنده مصروع، فيبصرون شيطانه قد فارقه، فيفعل هذا الشيطان ليضلهم، ومثل: أن يرى أحدهم أن القبر قد انشق، فيخرج منه إنسان، فيظنه الميت.
ومن هؤلاء: من يستغيث بمخلوق حي أو ميت، سواء كان ذلك الحي مسلما أو نصرانيا أو مشركا، فيتصور الشيطان بصورة ذلك المستغاث به، ويقضي بعض حاجة ذلك المستغيث، فيظن أنه ذلك الشخص، أو أنه ملك على صورته ; وإنما هو شيطان أضله لما أشرك بالله، كما كانت الشياطين تدخل الأصنام وتكلم المشركين.
ومن هؤلاء: من يتصور له الشيطان، ويقول له: أنا الخضر، وربما أخبره ببعض الأمور، وأعانه على بعض مطالبه ; ومنهم: من يطير به الجني إلى مكة أو بيت المقدس، أو غيرهما ; ومنهم: من يحمله عشية عرفة ثم يعيده من ليلته ; ومنهم: من كان يؤتى بمال مسروق سرقه الشيطان ويأتيه به ; ومنهم: من كانت تدله على المسروقات.
قال رحمه الله تعالى: حتى إني أعرف من هؤلاء جماعات، يأتون إلى الشيخ نفسه الذي استغاثوا به، وقد رأوه أتاهم في الهواء فيذكرون ذلك له; وهؤلاء يأتون إلى هذا الشيخ، فتارة