يكون الشيخ نفسه لم يعلم بتلك القضية، فإن كان يحب الرياسة، أوهمهم أنه نفسه أتاهم وأعانهم.
وإن كان فيه صدق مع جهل وضلال، قال: هذا ملك صوره الله على صورتي، وجعل هذا من كرامات الصالحين، وجعله عمدة لمن يستغيث بالصالحين، ويتخذهم أربابا من دون الله، وأنهم إذا استغاثوا بهم بعث الله ملائكة على صورهم تغيث المستغيثين بهم.
ولهذا أعرف غير واحد منهم، ممن فيه صدق وزهد وعبادة، لما ظنوا أن هذا من كرامات الصالحين، صار أحدهم يوصي مريده، يقول: إذا كانت لأحدكم حاجة، فليستغث بي وليستنجد بي ; ويقول: أنا أفعل بعد موتي ما كنت أفعل في حياتي؛ وهو لا يعرف أن تلك شياطين تصور على صورته، لتضله وتضل أتباعه.
فيحسن لهم الإشراك بالله، ودعاء غير الله، والاستغاثة بغير الله، وأنها قد تلقي في قلبه: أنا نفعل بأصحابك بعد موتك، ما كنا نفعل بهم في حياتك، فيظن هذا من خطاب إلهي ألقي إليه، فيأمر أصحابه بذلك؛ وذكر أشياء كثيرة من هذا الجنس وأعظم منه.
والمقصود: أن الإنسان إذا سمع بوقوع مثل ذلك لا يستبعده، ولا يفتتن به، إذا عرف أن مثل هذه الأمور تقع لعباد الأصنام والقبور؛ والأمر كله لله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.