للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصل الأصول، وأوجب العلوم؛ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " ١، فرتب دخول الجنة، على العلم بأنه لا إله إلا الله؛ وهذا يبين معنى أحاديث أخر، كقوله صلى الله عليه وسلم: " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة " ٢، و " من قال لا إله إلا الله صدقا من قلبه، دخل الجنة " ٣، وغير ذلك من الأحاديث، وأن المراد من هذه الأحاديث ونحوها، العلم بأن لا إله إلا الله.

وهذه الأمور التي انتشرت في أكثر الأمصار، من الاستغاثة بالمقبورين في تفريج الكربات، وسؤالهم قضاء الحاجات، والتقرب إليهم بالنذور، والذبائح، وغير ذلك من أنواع القربات، من لم يعرف أن هذا تأله لغير الله، وشرك عظيم تنفيه لا إله إلا الله، فهو لم يعلم أن لا إله إلا الله حقيقة العلم.

وزعم المعترض أننا بإنكارنا ما تضمنته الأبيات المشار إليها، من الغلو فيه صلى الله عليه وسلم، متنقصون لجنابه صلوات الله وسلامه عليه؛ فهذا قوله مثل قول النصارى لما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن عيسى عبد الله مربوب، قالوا: إنه يسب المسيح وأمه، ووشوا به عند النجاشي؛ وهذا ما يلقيه الشيطان على ألسنة المشركين قديما وحديثا، إذا قال الموحدون: إن آلهتكم باطلة، وإنها لا تستحق شيئا من العبادة، اشمأزوا من ذلك، وزعموا أن من سلبهم ذلك، فقد هضم مراتبهم، وتنقصهم.

فلهم نصيب من قوله: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ


١ أحمد ١/٦٥.
٢ أبو داود: الجنائز ٣١١٦ , وأحمد ٥/٢٣٣ ,٥/٢٤٧.
٣ مسلم: الصلاة ٣٨٥ , وأبو داود: الصلاة ٥٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>