للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك في القلب داء، يعنى: أنه يعلم ما في القلوب.

والله سبحانه يقول: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [سورة آل عمران آية:١٥٤] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر، وإنكم لتختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع؛ فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار ".

ثم كابر المعترض، فصرح بقوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب حتى مفاتح الغيب الخمس، وزعم أن عامة العلماء قالوا ذلك؛ فانظر إلى هذه الجراءة العظيمة في الكذب على الله وعلى رسوله، وعلى عامة العلماء، بقوله: إن عامة العلماء قالوا: إن الله لم يتوف نبيه صلى الله عليه وسلم حتى علمه ما كان وما يكون، وعلمه كل شيء حتى الخمس.

وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [سورة الأنعام آية: ٥٠] ، وقال: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة الأعراف آية: ١٨٨] ، أي: لو كنت أعلم الغيب لكنت على خلاف ما أنا عليه من استكثار الخير، واجتناب السوء والمضار، حتى لا يمسني شيء منها، ولم أكن غالبا مرة، ومغلوبا أخرى في الحروب.

وقال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ

<<  <  ج: ص:  >  >>