للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفلاسفة والصابئة; قال رحمه الله: من قال: إن أرواح الموتى تجيب من دعاها، فهذا يشبه قول من يقول: الأرواح بعد المفارقة تجتمع هي والأرواح الزائرة، فيقوى تأثيرها; وهذه المعاني ذكرها طائفة من الفلاسفة، ومن أخذ عنهم، كابن سينا وأبي حامد وغيرهما; وهذه الأحوال، هي من أصول الشرك، وعبادة الأصنام; وهي من المقاييس التى قال بعض السلف: ما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس.

وقال أيضا رحمه الله - في الكلام على رؤساء المتكلمين -: وقد رأيت في مصنفاتهم، في عبادة الملائكة، وعبادة الأنفس المفارقة أنفس الملائكة وغيرهم، ما هو أصل الشرك.

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في "مدارجه": ومن أنواعه - أي: الشرك الأكبر -: طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم; فإن الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، فضلا عمن استغاث به، أو سأله أن يشفع له عند الله.

[فصل فيما استدل به العراقي على أن أرواح الصالحين تدعى وتدبر]

قال العراقي في استدلاله، على أن أرواح الصالحين تدعى وتدبر: ومن الآيات التي تدل على ذلك، قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [سورة يوسف آية: ٢٤] ، قال المفسرون - منهم البغوي -: رأى يعقوب عاضا على أنملته، يقول: إياك وإياها! فلم يفعل؛ فكان يوسف في مصر، ويعقوب في

<<  <  ج: ص:  >  >>