للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها عن معرفة الله، ودينه وحقه على عبيده، وعن معرفة رسله ومعرفة حقهم، وما يجب لهم، وما يستحيل، وأوهمهم مع ذلك أنهم من أهل العلم بشرعه ودينه، في التحريم والتحليل; وهم كما ترى ليس معهم من الإسلام أصل ولا خبر، ولم يقعوا من ذلك على عين ولا أثر.

فإن حاصل ما قرره هنا: أن الله تعالى لم يحرم عبادة الأنبياء والملائكة، والصالحين ودعاءهم، وإنما حرم اعتقاد الاستقلال من دونه، واعتقاد الربوبية فيها، وأن العبادة هي السجود فقط، مع اعتقاد أنها أرباب، وهي الأصنام والأخشاب والأحجار، لا تملك شيئا، وأن النداء يجوز لأنه ليس بعبادة، وأنه لم يذكر قط كون النداء عبادة وما ذكره الشيخ تقي الدين هو من باب الزجر والإشارة، وله أكثر من مائة عبارة، تنفي كون نداء الأنبياء والصالحين عبادة، ومن فهم من كلام الله تحريم دعاء الصالحين، فهو مخطئ ضال، منفرد بهذا الفهم؛ هذا حاصل كلامه.

فيا ويحه ما أكبر زلته؟! وما أغلظ كفره، وما أشد عداوته لما جاءت به الرسل، واتفقت عليه دعوتهم؟! وهذا النوع هم أعوان إبليس وأنصاره، في كل زمان ومكان، ظهروا للناس في ثياب القراء والعلماء، وهم من أجهل من تحت أديم السماء.

يا فرقة ما خان دين محمد ... وجنى عليه وماله إلا هي

وفي كلام هذا من الكذب على الله، والكذب على رسوله،

<<  <  ج: ص:  >  >>