للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرش ; وهو إجماع أهل السنة والجماعة، كما دلت عليه هذه الآيات الكريمات، وقوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [سورة الزمر آية: ٧٥] وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} [سورة غافر آية: ٧] ، وقال صلى الله عليه وسلم في الفردوس: " إنها أعلى الجنة، ووسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن " ١.

وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب في كتاب - فهو موضوع عنده فوق العرش -: إن رحمتي تغلب غضبي " ٢، وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يرفع رأسه، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة العرش" ٣ الحديث ; إلى غير ذلك مما أفاد العلم الضروري، بوجود العرش الذي هو السرير، كما هو المعروف في لغة العرب، وهو الذي فهمه الصحابة عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، وتلقاه عنهم أهل العلم؛ وعقائد أهل السنة تنادي بذلك.

وكثير منهم يعقد لذلك بابا، ويقول: باب إثبات العرش، ويذكر فيه النصوص الواردة من الكتاب والسنة.

والاستدلال على أن العرش ليس هو المعروف عند سلف الأمة وأئمتها بقوله تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ} [سورة غافر آية: ١٦] أظهر في البطلان من أن يحتاج إلى تعريف.

وكذلك تفسيره الكتاب المذكور في قوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [سورة الأنعام آية: ٣٨] ونظائرها، بعلم الله، فجهل وضلال، ولا يتمشى هذا إلا على أصول


١ الترمذي: صفة الجنة (٢٥٢٩) ، وأحمد (٥/٢٤٠) .
٢ البخاري: بدء الخلق (٣١٩٤) ، ومسلم: التوبة (٢٧٥١) ، والترمذي: الدعوات (٣٥٤٣) ، وابن ماجه: الزهد (٤٢٩٥) ، وأحمد (٢/٢٥٧، ٢/٢٥٩، ٢/٣١٣، ٢/٣٥٨، ٢/٣٩٧، ٢/٤٣٣، ٢/٤٦٦) .
٣ البخاري: التوحيد (٧٤٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>