للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن ذلك: " إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه " ١، وخلاف ما روى أبو العالية الموصلي، عن أنس مرفوعا: " ما من عبد إلا وله في السماء بابان، باب يخرج منه رزقه، وباب يدخل منه عمله وكلامه، فإذا مات فقداه وبكيا عليه.. ." ٢ الحديث.

والأحاديث في الدابة وخروجها قرب قيام الساعة مشهورة، كما روى أحمد ومسلم وأهل السنن - واللفظ لأحمد - عن حذيفة بن أسيد الغفاري مرفوعا: "لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة ... " ٣ الحديث.

وروى مسلم من حديث عبد الله بن عمر، وقال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعته يقول: " إن أول الآيات خروجا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى ... " ٤ الحديث، وغيرهما من الأحاديث. وأما قوله في الطبع الثاني: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} [سورة النمل آية: ٨٢] أي: إذا شارفت الساعة عليهم بظهور علاماتها، {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ} [سورة النمل آية: ٨٢] أية دابة، ومن أية أرض تخرج، فهذا كان رجوعا عن قوله الأول، ولكن فيه شيء.

وأما تفسيره البيت المعمور بالمساجد، فهو خلاف ما عليه المفسرون، من أنه البيت الذي في السماء، المذكور في


١ البخاري: تفسير القرآن (٤٧٦٠) ، ومسلم: صفة القيامة والجنة والنار (٢٨٠٦) ، وأحمد (٣/١٦٧، ٣/٢٢٩) .
٢ الترمذي: تفسير القرآن (٣٢٥٥) .
٣ مسلم: الفتن وأشراط الساعة (٢٩٠١) ، والترمذي: الفتن (٢١٨٣) ، وأبو داود: الملاحم (٤٣١١) ، وابن ماجه: الفتن (٤٠٥٥) ، وأحمد (٤/٦، ٤/٧) .
٤ مسلم: الفتن وأشراط الساعة (٢٩٤١) ، وأبو داود: الملاحم (٤٣١٠) ، وابن ماجه: الفتن (٤٠٦٩) ، وأحمد (٢/٢٠١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>