للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبين سبحانه وصف أهل السعادة من الأولين والآخرين، وهو الذي يدل عليه اللفظ ويعرف به معناه من غير تناقض، ومناسبة لما قبلها وما بعدها، وهو المعروف عن السلف.

ويدل عليه ما ذكروه من سبب نزولها بالأسانيد الثابتة، عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال سلمان: "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دين كنت معهم، فذكر من عبادتهم، فنَزلت الآية ولم يذكر فيه أنهم من أهل النار"، كما روي بأسانيد ضعيفة، وهذا هو الصحيح كما في مسلم: " إلا بقايا من أهل الكتاب " ١. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجيب بما لا علم عنده، وقد ثبت أنه أثنى على من مات في زمن الفترة، كزيد بن عمرو، وغيره، ولم يذكر ابن أبي حاتم خلافا عن السلف، لكن ذكر عن ابن عباس، ثم أنزل الله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً} [سورة آل عمران آية: ٨٥] الآية، ومراده: أن الله يبين أنه لا يقبل إلا الإسلام من الأولين والآخرين ; وكثير من السلف، يريد بلفظ النسخ: رفع ما يظن أن الآية دالة عليه.

فإن من المعلوم أن من كذب رسولا واحدا فهو كافر، فلا يتناوله قوله: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [سورة البقرة آية: ٦٢] الآية. وظن بعض الناس أن الآية في من بعث إليهم محمد خاصة، فغلطوا، ثم افترقوا على أقوال متناقضة، اهـ.


١ مسلم: الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٦٥) ، وأحمد (٤/١٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>