للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرك، ومن أعظم ما يبين لك طريق الأئمة المهديين من الأئمة المضلين.

وذلك أن الله وصف أئمة الهدى بالنفي والإثبات، فنفى عنهم أن يأمروا أتباعهم بالشرك بهم، أو بالشرك بالملائكة والأنبياء، وهم أصلح المخلوقات؛ وأثبت أنهم يأمرون أتباعهم أن يصيروا ربانيين، فإذا كان من أنزله الله بهذه المنْزلة، لا يتصور أن يأمر أتباعه بالشرك به ولا بغيره من الأنبياء والملائكة، فغيرهم أظهر وأظهر.

وإذا كان الأمر الذي يأمرهم به كونهم ربانيين، تبين طريقة الأنبياء وأتباعهم، من طريقة أئمة الضلال وأتباعهم، ومعرفة الإخلاص والشرك، ومعرفة أئمة الهدى، وأئمة الضلال، أفضل ما حصل المؤمن.

لكن فيه من البيان قول اليهود: إلا إن كنت تريد أن نعبدك، كما عبدت النصارى عيسى، وقول النصارى: تريد ذلك، أي: إلا إن كنت تريد أن نعبدك، كما عبدت اليهود عزيرا، أن عبادة غير الله من أنكر المنكرات ببديهة العقل، ولكن الهوى يعمي ويصم.

وفيه: معرفة الإنسان بعيب عدوه، ولا يعرف ما فيه من ذلك العيب بعينه، ولو كان فيه منه أضعافا مضاعفة. وفيه: ما على من قرأ القرآن من الحق من تعلم معانيه، وفيه: أن عليه أن يعمل به. وفيه: أن يكون ربانيا. وفيه: أن ذلك بسبب درس

<<  <  ج: ص:  >  >>