" لتسلكن سنن من كان قبلكم "، وقد بين القرآن أن السيئات من النفس. وأعظم السيئات جحود الخالق والشرك به، وطلب أن يكون شريكا له، وكلا هذين وقع.
قال بعضهم: ما من نفس إلا وفيها من نفس فرعون، وذلك أن الإنسان إذا اعتبر وتعرف أحوال الناس، أي من يبغض نظيره وأتباعه حسدا، كما فعلت اليهود لما بعث الله من يدعو إلى مثل ما دعا إليه موسى، ولهذا أخبر عنهم بنظير ما أخبر به عن فرعون.
قال الشيخ محمد رحمه الله في قوله:{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ}[سورة النساء آية: ٢٦] : هذا في مقابلة الجهل والضلال ; والبيان ضد الجهل ; والهدى ضد الضلال؛ وقوله:{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}[سورة النساء آية: ٢٧] في مقابلة الإفراط؛ وقوله:{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}[سورة النساء آية: ٢٨] في مقابلة الضعف.
وذكر في تفسير الآية:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}[سورة النساء آية: ٩٧] إلى قوله: {غَفُوراً رَحِيماً}[سورة النساء آية: ٢٣] : إذا كانت نازلة في أناس من السابقين الأولين الذين ما يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه، ولكن ما هاجروا بسبب أن أهلهم حبسوهم أولا وآخرا رفضوا ... ١، وخرجوا مع الكفار يوم بدر، ويودون نصر المسلمين،