للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفهم لو يجري شيء من هذا في زماننا، على يدي بعض الناس، ما يظن فيه من يدعي العلم، مع قراءتهم هذا ليلا ونهارا.

الرابعة: معرفة العلم النافع، والعمل الذي لا ينفع؛ فمع معرفتهم أنه لا يكشفه إلا الله، ومع معرفتهم بعجز معبوداتهم، ونسيانهم إياها ذلك الوقت، يعادون الله هذه المعاداة، ويوالون آلهتهم تلك الموالاة، قال تعالى: {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [سورة النحل آية: ٧٢] .

وأما قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ} [سورة الأنعام آية: ٤٢] إلى قوله: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام آية: ٤٥] ففيها مسائل:

الأولى: ذكر سنته سبحانه في خلقه.

الثانية: أن ذلك تسليط البأساء وهو: القحط والمجاعة، والضراء وهي: الأمراض.

الثالثة: أن الله سبحانه أخبرنا بمراده أنه سلط ذلك عليهم ليتوبوا فيحصلون سعادة الدنيا والآخرة، وليس مراده تعذيبهم على عظم جهالتهم وعتوهم، كيف لم يتضرعوا لما جاءهم ذلك؟ يعرفك أن هذا من أعظم الجهالة والعتو.

الرابعة: ذكر السبب الذي منعهم من ذلك مع اقتضاء العقل والطبع له، وهو قسوة القلب، وكون عدوهم زين لهم ما أغضب الله عليهم، فلم يعرفوا قبحها، بل استحسنوها.

الخامسة: أنهم لما فعلوا هذه العظيمة فتحت عليهم أبواب كل شيء، فيا لها من مسألة!

<<  <  ج: ص:  >  >>