{ليس لهم} أي: يومئذ {مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ}[سورة الأنعام آية: ٥١] أي في التقريب له، ولا شفيع فيهم من عذابه ; أن مرادهم:{لعلهم يتقون} أي: أنذر هذا اليوم الذي لا حاكم فيه إلا الله عز وجل {لعلهم يتقون} : يعملون في هذه الدار عملا ينجيهم الله به يوم القيامة من عذابه، ويضاعف لهم الجزاء من ثوابه. انتهى.
وهو يشير إلى جواز جعلهم صفة لمخلوق دل عليه السياق ; والعائد في الجملة الوصفية يكفي تقريره، كقوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}[سورة البقرة آية: ٤٨] ، والبغوي لم يتعرض لتقدير شيء.
وبهذا يظهر الجواب عن قولك: ما يقال في تقريره؟ فإن الله أمر رسوله أن ينذر بالقرآن عباده المؤمنين الذين يؤمنون بلقائه، ويخافون فيه سوء الحساب، في يوم لا ولي لهم فيه ولا شفيع من دونه، لعلهم يتقون ذلك بفعل ما أمروا به وترك ما نهوا عنه.
وعلى الأول يخافون الحشر وسوء الحساب، في حال تخليهم وانفرادهم عن الأولياء والشفعاء، وخصوا بذلك لأنهم هم المنتفعون بالإنذار، المتقون عذاب ذلك اليوم وعقابه، بخلاف من تعلق على الأولياء والشفعاء، واعتمد عليهم في نجاته، فإنه غير خائف ولا متق، لسكون جأشه واطمئنان قلبه بوليه وشفيعه، والله الهادي الموفق.