للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم مع الإضلال أن أوهمهم أنهم ينالون مع ذلك. حظهم من الآخرة، وقوله: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ} [سورة النساء آية: ١١٩] البتك القطع.

وهو ههنا قطع آذان البحيرة.

وقوله: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [سورة النساء آية: ١١٩] قال ابن عباس: "دين الله"، وقاله ابن المسيب والحسن وإبراهيم وغيرهم ومعنى ذلك: أن الله فطر عباده على الفطرة وهي الإسلام كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [سورة الروم آية: ٣٠] الآية.

وفي الصحيح: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه ... " الحديث، فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأمرين: تغيير الفطرة بالتهويد وغيره، وتغيير الخلقة بالجدع؛ وهما اللذان أخبر إبليس أنه لا بد أن يغيرهما. ثم قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ} [سورة النساء آية: ١٢٠] فوعده ما يصل إلى قلب الإنسان، نحو: سيطول عمرك وتنال من الدنيا وتعلو، والدنيا دول وستكون لك، ويطول أمله، ويعده الحسنى على شركه ومعاصيه، ويمنيه الأماني الكاذبة على اختلاف وجوهها؛ فالوعد فى الخير، والتمنية في الطلب والإرادة.

ومنها: أن معرفة هذه القصة تزرع في قلب المؤمن حب الله تعالى الذي هو أعظم النعم على الإطلاق وذلك من صنعه سبحانه بالإنسان وتشريفه; وتفضيله إياه على - الملائكة، وفعله بإبليس ما فعل لما أبى أن يسجد له، وخلقه إياه بيده، ونفخه فيه من روحه; وإسكانه جنته.

<<  <  ج: ص:  >  >>