السادسة: أنه أخبرهم أنه توكل عليه وحده لا شريك له، لا على علمه وفطنته; ولا على السبب الذي أمرهم به.
السابعة: أنه أخبرهم أن توكل المتوكلين كلهم على الله، فمن توكل على غيره فليس منهم.
الثامنة: خبره تعالى أنهم قبلوا وصية أبيهم وعملوا بها، فتفرقوا على الأبواب لما أرادوا دخول البلد.
التاسعة: أن ذلك لا يغني عنهم شيئا من الله لو يريد بهم شيئا.
العاشرة: الاستثناء، وهو: أن ذلك التعليم من الرجل الحكيم المصيب، وقبول المنصوح وعمله بالنصيحة التي هي سبب، لو أراد الله أن العين تصيبهم أصابتهم ولو تفرقوا على الأبواب، حضا للعباد على الاعتماد عليه لا على الأسباب.
الحادية عشر: ثناؤه على يعقوب بأنه ذو علم لما علمناه، قيل معناه: عامل بما علمه; وهو يدل على أن العلم الذي لا يثمر العمل لا يسمى علما.
الثانية عشر: ذكره أن {أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} .
{وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ}[سورة يوسف آية: ٦٩] الآية قيل: إنه قال لهم: يصير كل اثنين جميعا، فبقي أخاه وحده فآواه إليه، فقال له:{إني أناأخوك}[سورة يوسف آية: ٦٩] قيل: إنه أخبره الخبر; وقيل: المراد أخوة المحبة. {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ}