للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [سورة الفتح آية: ١٠] .

ولو علمت أن هذا الفتور يجري منكم، ما أكدته عليكم في العهد، مع أن هذا شيء أوجبه الله، والعهد زيادة تأكيد، ولا لأحد عذر ليتعذر به من الله، إلا - والعياذ بالله - إن كان عدم ديانة، أو تغافلا من الذي فيه ديانة.

والدين مثل ما قال الله جل جلاله: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [سورة الحجر آية: ٩٩] لابد من العمل به ما دام الروح في الجسد، وهذا ظاهر، ولا أحد تغير عن حاله، بقيام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأنتم تعلمون أنه ليس وقتنا هذا بأحسن من وقت النبي صلى الله عليه وسلم ولا بلداننا خير من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفهمون ما يقع فيها من العدد والأدب، فالنبي صلى الله عليه وسلم همَّ بإحراق البيوت على المتخلفين عن الصلاة مع الجماعة، وذكر صلى الله عليه وسلم أن ما منعه إلا من في البيوت من النساء والذرية.

وأنتم هؤلاء ترون ما وقع من الناس من الخلل في الصلاة، من التخلف عن صلاة الجماعة، وتضييع أهل الأطراف والنخيل الصلاة، وتركهم كلا يصلي على هواه، وتأخير أكثرهم الصلاة عن وقتها، والإساءة في الصلاة، من مسابقة الإمام فيها، ونقر الصلاة. وذكر المحسن في صلاته شريك للمسيء إذا لم ينهه.

وما وقع من خلل الناس في زكاتهم، ومن الناس من يخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>