وكل نعمة دون نعمة دين الإسلام، وهو أعظم نعمة أنعم الله بها على العبيد; وجمع الله لكم فيه بين خير الدنيا، ورجاء ثواب الآخرة; وأعطاكم به فوق ما تؤملون، وصرف به عنكم جميع ما تكرهون; وهو المحمود على جميع الأحوال.
فكونوا ممن يحدث عند النعمة شكرا، وعند المصيبة صبرا; وينفق مما أتاه الله في السراء والضراء; والشكر أعمال، كما قال تعالى:{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سورة سبأ آية: ١٣] .
وأكثر مما نخاف علينا وعليكم، عدم العمل بما نعرف، وهو المصيبة الكبرى، فلو يحصل العمل، بالشيء الذي يشهدون الناس; أن الله أوجبه، ولا يبقى تقصير إلا في الذي يجهلونه، تم الأمر، وهو مثل ما ذكر، من عمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم.
والذي أوصي به نفسي، وأوصيكم به: تقوى الله في السر والعلانية، وإخلاص جميع الأعمال لله وحده لا شريك له، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذان الأصلان هما جماع الدين، ولا يستقيم دين إلا عليهما، كما قال تعالى; {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}[سورة الكهف آية: ١١٠] .
وأنتم تعلمون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة، ومع كونه فريضة، حقق عليكم في العهد، كما قال تعالى: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى