للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإحصاء، ولا يحيط بها إلا عالم السر والنجوى.

فكم أنقذك من هول وشدة، وكم أظهرك على من ناوأك، مع كثرة العدد منهم والعدة؛ ولم تزل نعمه عليك تترى، وحوله وقوته يرفعك إلى ما ترى، حتى آلت إليك سياسة هذه الشريعة المطهرة؛ وآل إليك ما كان إلى أسلافك ومن قبلهم، ممن قام بنصر الدين وأظهره.

وقد عرفت ما حدث من الخلوف في الأصول والفروع، وما آل إليه الحال في ترك الأخذ بأحكام المنهج المشروع، حتى ظهر الطعن في العقائد، وتكلم كل كاره للحق معاند، وصار أمر العلم والعقائد لعبا لكل منافق، وحاسد، وكتب في الطعن على أهل هذه الملة الرسائل والأوراق، وتكلم في عيبهم وذمهم أهل البغي والشقاق.

وصار أمر العلم والدين ممتهنا عند الأكثرين، من العامة والمتقدمين، وإقبالهم إنما هو على نيل الحظوظ الدنيوية، والشهوات النفسانية، وعدم الالتفات والنظر للمصالح الدينية، والواجبات الإسلامية؛ وتفصيل ذلك يعرفه من حاسب نفسه قبل أن يحاسب.

والمؤمن من يعلم أن لهذه الأمور غائلة، وعاقبة ذميمة وخيمة، آخرها الأجل المقدور، وإلى الله عاقبة الأمور. فالسعيد من بادر إلى الإقلاع والمتاب، وخاف سوء الحساب، وعمل بطاعة الله قبل أن يغلق الباب، ويسبل الحجاب. وفقنا الله وإياكم لقبول أوامره وترك مناهيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>