للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه من المناسبة في الصدقة أن أصل الغني والفقير واحد، فلا يمنع الغني أخاه الفقير مما أعطاه الله شكرا لله على أن جعله غنيا، وجعل من هو مثله محتاجا، وفيها الحث على صلة الرحم; فتدبروا كتاب الله، وقفوا على عجائبه، ومقاصده، وحركوا به القلوب.

وفي حديث معاذ: الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ١، وفي الحديث الآخر: إن الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء ٢. وفي حديث: بادروا بالصدقة، فإن البلاءلا يتخطاها.

وفي حديت آخر: ما نقص مال من صدقة، بل تزدهبل تزده وروى أبو داود والترمذي، مرفوعا: أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عري، كساه الله من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة; وأيما مسلم سقى مسلما على ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم ٣.

وتأهبوا للخروج للاستسقاء، واخرجوا متواضعين؛ متخشعين، متذللين متبذلين، لعل الله أن يرحمكم، ويقبل توبتكم، ودعاءكم، وقدموا بين يدي خروجكم صدقة، وتجزلوا، فالذي عنده حق لله تعالى، ونواها زكاة، فلا بأس، والذي يقصد بها صدقة التطوع، فعلى نيته، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بجمع الصدقة، فلا يشكل على بعض الناس جمعها، والتنافس في وجوه الخير مما ينبعي.


١ الترمذي: الجمعة ٦١٤.
٢ الترمذي: الزكاة ٦٦٤.
٣ الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع ٢٤٤٩ , وأبو داود: الزكاة ١٦٨٢ , وأحمد ٣/١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>