للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه أكفنا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فأسقنا. وفي الحديث: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ١.

وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة الأعراف آية: ٩٦] .

وقال تعالى في حق أهل الكتاب: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} الآية [سورة المائدة آية: ٦٦] ، يعني: لأنزل الله عليهم من السماء قطرها، وأخرجت لهم الأرض ثمارها.

وقوله: {وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [سورة المائدة آية: ٦٦] ، فإنه يعني: لأكلوا من بركة ما تحت أقدامهم من الأرض، وذلك ما تخرجه الأرض من حبها ونباتها، وثمارها، وسائر ما يؤكل مما تخرجه، قال ابن عباس: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ} [سورة المائدة آية: ٦٦] ، يعني لأرسل السماء عليهم مدرارا: {وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [سورة المائدة آية: ٦٦] ، تخرج الأرض بركتها.

وجاء في تفسير، قوله تعالى: {وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ} [سورة البقرة آية: ١٥٩] ، عن مجاهد قال: إذا أسنت السنة، قالت البهائم: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاة بني آدم. وعن مجاهد أيضا، قال: تلعنهم دواب الأرض، وما شاء الله، حتى الخنافس والعقارب، تقول نمنع القطر بذنوبهم.

وروى ابن ماجه في سننه، من حديث عبد الله بن


١ أحمد ٥/٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>