للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرونه حقا؛ وبما ظهر لهم من الحق، وإلا فالزلل لم يعصم منه إلا محمد صلى الله عليه وسلم.

مع أننا ننكر أن تكون المذاهب الأربعة مللا، أو أن يعتقد أحد في الأئمة ومن تبعهم اجتهادا غير موافق لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بتضليل أو مخالفة للحق؛ وهذا غير ما ظهر في هذا الزمان من المدعين بالتجدد، وعلى أنهم شبيبة يقومون بواجب بلادهم وشعبهم، ويجب عليهم التقدم والتمدن والحرية، على غير مفهوم هذه الكلمات.

فهذه النّزعة التي تقود هذه الشبيبة إلى الضلال، هي نزعة شيطان، وصدمة للدين وللعرب، ولجميع من تمسك بالسمت ومكارم الأخلاق، لأنه صلى الله عليه وسلم يقول: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

فما من أمر فيه خير وحفظ للسمت والشرف، سواء أتى من عربي أو عجمي، ولا يخالف الكتاب والسنة: إلا وقد جاء فيما أمر به صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، وزاد عليه بتعليم الخير؛ كما عمل ذلك مع بعض الوفود الذين وفدوا عليه، وسألهم عن بعض ما هم عليه، وزادهم عليه.

والآن فأي مسلم يعرف الإسلام، وينتسب وينسب إليه، ويقر ما أقره هؤلاء الغواة، من لزوم الرجوع عن الدين، وإبداله بما رأوه موافقا للشهوات الدنيئة التي لا يقرها دين ولا مذهب، ولا تقرها أصحاب مكارم الأخلاق

<<  <  ج: ص:  >  >>