للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه.

فالرقي الحقيقي، هو بصدق العزيمة، والعمل الصحيح، والسير على الأخلاق الكريمة، والانصراف عن الرذيلة، وكل ما من شأنه أن يمس الدين، والسمت العربي، والمروءة؛ وليس بالتقليد الأعمى؛ وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده، الذين أتوا بأعاظم الأمور، باتباعهم أوامر الشريعة التي تحت عبادة الله، وحده، وإخلاص النية، في العمل.

وأن يعرف حق المعرفة، معنى ربه، ومعنى الإسلام وعظمته، ومعنى ما جاء به نبينا، ذلك البطل الكريم العظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تسعد الإنسان في الدارين; وتعلمه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين; وأن يقوم أود عائلته، ويصلح من شأنها، ويتذوق ثمرة عمله الشريف. فإذا عمل هذا، فقد قام بواجبه، وخدم وطنه وبلاده.

إني أرى من واجبي بصفتي مسلما، وبحسب عربيتي وإخلاصي لأبناء قومي، أن أقوم بهذه النصائح لمن ولاني المولى أمرهم، مقتديا في عملي هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أرجو أن أكون تبعا له في أقوالي وأعمالي، وفي محياي ومماتي، صابرا على ما تقوله الناس من الانتقادات غير مبال لها ولا وجل منها، كما قيل:

إذا كان الذي بيني وبين الله عامر ... فعسى الذي بيني وبين الناس خراب

<<  <  ج: ص:  >  >>