للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والموازين، قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر المهاجرين: خمس خصال إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.

ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى، ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ١.

وبالجملة: فما أهلكت الأمم وحلّت بهم المثلات، من إغراق قوم نوح بالطوفان، وتدمير الريح العقيم لعاد، ولا أخذت ثمود في ديارهم بالصيحة التي أخمدتهم في مساكنهم، وما أغرق فرعون وقومه في البحر، وما قلبت ديار قوم لوط، وجعل عاليها سافلها، وما أخذ غيرهم من الأمم التي دمر الله عليهم، إلا بمعاصيهم ومخالفتهم رسلهم، والتمادي فيما نهوهم عنه.

وكما أن كل فساد ونقص في الأرض مطلقا سببه المعاصي، فكل خير ونمو وبركة وإجابة دعوات ودفع نقمات وإعطاء طلبات، فإنما سببه تقوى الله تعالى، والقيام


١ ابن ماجه: الفتن ٤٠١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>