للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطيئة، جاءه الناهي تعذيرا، فإذا كان الغد جالسه وواكله وشاربه، كأن لم يره بالأمس على خطيئة، فلما رأى الله ذلك منهم، ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم.

والذي نفس محمد بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه أخذا، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم.

ومعلوم أن جميع بني آدم، لا تتم مصالحهم في الدنيا والآخرة، إلا بالاجتماع، والتعاون والتناصر على جلب ما ينفعهم، ودفع ما يضرهم، فإنه إذا كثر الخبث، عم العقاب الصالح والطالح، إذا لم يؤخذ على يد الظالم، أوشك أن يعمهم الله بعقابه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النور آية: ٦٣] .

فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضى الله تعالى، أن يعتني بهذا الباب، فإن نفعه عظيم، لا سيما وقد ذهب معظمه، ويخلص النية لله تعالى، ولا يهابنّ من ينكر عليه لارتفاع مرتبته، فإن الله تعالى قال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [سورة الحج آية: ٤٠] ، والأجر على قدر النصب.

ولا يتركه أيضا لصداقته ومودته، ومداهنته، وطلب الوجاهة عنده، ودوام المنْزلة لديه، فإن صداقته ومودته توجب له حرمة وحقا; ومن حقه أن ينصحه ويهديه إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>