للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "والذي نفسي بيده: لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم" ١. فانظر: كيف حث الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم أمته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكده بعده تأكيدات، أكده بنون التوكيد الثقيلة، وبين عقوبته وهو: اللعن كما لعن من قبلهم.

ثم تأمل كيف بين صلى الله عليه وسلم صفة النهي عن المنكر ودرجاته، ووضح وجوبه، وأتى بالصيغة الدالة على العموم، ليشمل عموم المسلمين؟ فقال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه" ٢.

فكيف مع هذه الصراحة الواضحة يتجاسر أحد ممن ينتمي إلى الإسلام، على مصادمتها وردها علنا، على صفحات الجرائد، أليس هذا ردا على القرآن؟ أليس هذا تهجما على الرسول؟ أليس هذا تضليلا لعلماء المسلمين؟ أليس هذا نقضا لركن من أركان الشريعة؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ما الذي حمل بعض الكتاب على هذا التهجم، أبغضا وكراهية للدين؟ أم جهلا بشرائعه وتعاليمه؟ أم شرقا بدعوته وسننه القويمة؟ أم عجزا عن أداء واجباته؟!


١ الترمذي: تفسير القرآن (٣٠٤٧) , وأبو داود: الملاحم (٤٣٣٦) , وابن ماجه: الفتن (٤٠٠٦) .
٢ مسلم: الإيمان (٤٩) , والترمذي: الفتن (٢١٧٢) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠٠٨ ,٥٠٠٩) , وأبو داود: الصلاة (١١٤٠) والملاحم (٤٣٤٠) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (١٢٧٥) والفتن (٤٠١٣) , وأحمد (٣/١٠ ,٣/٢٠ ,٣/٤٩ ,٣/٥٢ ,٣/٥٤ ,٣/٩٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>