للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليتهم إذ عجزوا عنهما كفوا ألسنتهم وأقلامهم، ولم يقفوا أمام من قاموا بأداء هذا الواجب، ألم يبلغهم حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "لينقضن الإسلام عروة عروة، حتى لا يقال في الأرض: الله الله" ١ "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيسومونكم سوء العذاب، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم" ٢، "ولتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليبعثن الله عليكم من لا يرحم صغيركم ولا يوقر كبيركم".

وفي مسند الإمام أحمد مرفوعا: "أيها الناس إن الله يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني فلا أحيبكم، وتستنصروني فلا أنصركم، وتسألوني فلا أعطكم" ٣، وفي حديث ابن عباس: "وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا لم ترفع أعمالهم، ولم يسمع دعاؤهم".

فكيف مع وجود هذه الآيات البينات، وهذه الأحاديث يتظاهر أناس بتهجين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحط من قدر من قام به، والنداء بإلغاء هذه الطائفة، وتخطئتهم، وانتقادهم بأشياء إما غير واقعية وهم فيها مصيبون، بل هي من واجباتهم.

أينكر عليهم الضرب والتعزير في موضعه المشروع؟ أليس هذا هو امتثال قول النبي الكريم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده" ٤ ألم يفعل ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ ألم يرجم


١ أحمد (٤/٢٣٢) .
٢ أحمد (٥/٣٩١) .
٣ ابن ماجه: الفتن (٤٠٠٤) , وأحمد (٦/١٥٨) .
٤ مسلم: الإيمان (٤٩) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠٠٨) , وأحمد (٣/٢٠ ,٣/٤٩ ,٣/٥٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>