الناس بالذهاب إلى الصلاة، ويوقفهم بكلامه وقرعه بعصاه. الله أكبر يا للإسلام ويا للعقول الصحيحة، أيدفع بهذا الاستنكار كلام الله وكلام رسوله، وإجماع الأمة؟!
كيف يليق بهذا الكاتب، أن يتفوه بمثل هذا الاستدلال الساقط؟ أين هذا الكاتب من قوله عليه السلام:"ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" ١ الحديث، رواه مسلم عن أبي هريرة.
ثم إن هؤلاء الكتاب، ينتقدون هذه الطائفة- أي الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر- بإعفائهم اللحى وعدم حلقها، وينتقدونهم بالتسوك. الله أكبر، كيف ينتقدون من يعمل بالسنة النبوية؟ !
ألم تكن هذه صفتة صلى الله عليه وسلم؟ ألم يكونوا بهذا العمل متمسكين بسنته صلى الله عليه وسلم في أمره بذلك، وفي فعله وفي تقريره؟ كيف أصبح المعروف عند قوم منكرا والمنكر معروفا؟ !!
ويرحم الله العلامة أبو الوفاء بن عقيل المتوفى عام ٥١٣ هجرية، حيثما يقول في فنونه: من أعظم منازع الإسلام، وآكد قواعد الأديان: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتناصح؛ فهذا أشق ما يحمله المكلف، لأنه مقام الرسل، حيث يثقل صاحبه على الطباع، وتنفر منه نفوس
١ البخاري: الأحكام (٧٢٢٤) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٦٥١) , والنسائي: الإمامة (٨٤٨) , وأبو داود: الصلاة (٥٤٨) , وابن ماجه: المساجد والجماعات (٧٩١) , وأحمد (٢/٤٢٤) , ومالك: النداء للصلاة (٢٩٢) , والدارمي: الصلاة (١٢٧٤) .