للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والداعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تارة طلب الثواب من الله والتقرب لله بذلك، وتارة خوف العقاب والإثم في تركه، وتارة الغضب لله إذا انتهكت محارمه، وتارة النصيحة للمسلمين والرحمة بهم، والشفقة عليهم، ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا فيه أنفسهم من التعرض لسخط الله وعقوبته، في الدنيا والآخرة.

وتارة يحمل عليه إجلال الله وإعظامه ومحبته، وأنه أهل أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، وأن يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال، فمن لاحظ ما تقدم، هان عليه ما يلقاه من الأذى في الله عز وجل كما قال بعض السلف: "وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله ورسوله، ولو قرض لحمي بالمقاريض".

فالنهي عن المنكر حفاظ الدين، وسياج الآداب والفضائل، فإذا ترك تجرأ الفساق على إظهار فسقهم وفجورهم، ومتى صارت الدهماء يرون المنكرات بأعينهم ويسمعونها بآذانهم تزول وحشتها وقبحها من قلوبهم، ثم يتجرأ الكثيرون أو الأكثرون على اقترافها فيعظم البلاء ويشتد الخطب.

وناهيك لو قام كل واحد منا بنصيحة الآخر، دعوة وأمرا ونهيا، لامتنع فشو الشر فينا والمنكرات، واستقر الخير والمعروف بيننا {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [سورة الأنفال آية: ٢٥] .

<<  <  ج: ص:  >  >>