غير أن الناصح الداعي، والآمر الناهي، ينبغي أن يوطن نفسه على الصبر، ويثق بالثواب من الله عز وجل؛ ومن وثق بالثواب من الله، لم يجد مس الأذى، وهان عليه كل ما يلاقيه في سبيل ذلك.
وحين لم يرد بعمله إلا وجه الله والدار الآخرة، فإن الله يحفظه من بأس الصائلين والمعتدين، وذلك ببركة إخلاصه وحسن مقصده وقوة توكله على الله.
فإن من أخلص لله النية أثر كلامه في القلوب القاسية فلينها، وفي الألسن الذربة فقيدها، وفي يد السلطة فعقلها، ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، ١٩\٢\١٣٧٨ هـ.
[رسالة من صالح الخريصي إلى من يراه من المسلمين في الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
وقال الشيخ: صالح بن أحمد الخريصي، رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من صالح بن أحمد الخريصي، إلى من يراه من إخواننا المسلمين وفقنا الله وإياهم لما يرضيه، وجنبنا وإياهم أسباب سخطه ومناهيه، آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: تعلمون ما أوجبه الله علينا وعليكم، وعهده إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم من التعاون على البر والتقوى، ونصيحة بعضنا