يستعملونه، وعلى الخصوص في مجامع الصلاة ونحوها؛ بل وتؤذي الملائكة المكرمين.
وقد روى الشيخان في صحيحيهما، عن جابر مرفوعا:"من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته" ١ ومعلوم: أن رائحة التدخين ليس أقل كراهية من رائحة الثوم والبصل.
وفي الصحيحين أيضا عن جابر رضي الله عنه أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس ; وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال:"من آذى مسلما فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله" رواه الطبراني في الأوسط، عن أنس رضي الله عنه بإسناد حسن.
رابعا: كونه سرفا، إذ ليس فيه نفع مباح خال عن الضرر، بل فيه الضرر المحقق، بإخبار أهل الخبرة، ومنهم أبو الحسن المصري الحنفي قال ما نصه: الآثار النقلية الصحيحة، والدلائل العقلية الصريحة، تعلن بتحريم الدخان.
وكان حدوثه في حدود الألف، وأول خروجه بأرض اليهود والنصارى والمجوس. وأتى به رجل يهودي، يزعم أنه حكيم، إلى أرض المغرب، ودعا الناس إليه. وأول من جلبه إلى البر الرومي رجل اسمه "الانكلين" من النصارى، وأول من أخرجه ببلاد السودان المجوس، ثم جلب إلى مصر والحجاز، وسائر الأقطار.
١ البخاري: الأذان (٨٥٥) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٦٤) , وأبو داود: الأطعمة (٣٨٢٢) , وأحمد (٣/٤٠٠) .