كل هؤلاء من علماء الأمة وأكابر الأئمة أفتوا بتحريمه، ونهوا عنه وعن تعاطيه. وأما العقل الصريح: فلما علم بالتواتر والتجربة والمشاهدة، ما يترتب على شاربه غالبا، من الضرر في صحته وجسمه وعقله، وقد شوهد موت وغشي وأمراض عسرة كالسعال المؤدي إلى مرض السل الرئوي، ومرض القلب والموت بالسكتة القلبية، وتقلص الأوعية الدموية بالأطراف وغير ذلك، مما يحصل به القطع العقلي أن تعاطيه حرام.
فإن العقل الصريح يقضي ولا بد بتعاطي أسباب الصحة والحصول على المنافع، كما يقضي حتما بالامتناع من أسباب المضار والمهالك، والمبالغة في مباعدتها، لا يرتاب في ذلك ذو لب البتة.
ولا عبرة بمن استولت الشبهة والشهوة، على أداة عقله، فاسعتبدته وأولعته بالأوهام والخيالات، حتى بقي أسيرا لهواه مجانبا أسباب رشده وهداه.
وأما كلام الأطباء، فإن الحكماء الأقدمين مجمعون على التحذير من ثلاثة أشياء، ومتفقون على ضررها. أحدها: النتن، وهو: الروائح المستخبثة بجميع أجناسها وأنواعها؟ الثاني: الغبار، الثالث: الدخان، وكتبهم طافحة بذلك.