وأما المتأخرون منهم، الذين أدركوا هذه الشجرة الخبيثة، فنلخص ما ذكروه من أضراره، وما اشتمل عليه من الأجزاء، والعناصر التي نشأت عنها أضراره الفتاكة.
وهذا ملخص ما ذكروه:
قالوا: هو نبات حشيشي مخدر، مر الطعم، وبعد التحقيق والتجربة، ظهر أن التبغ بنوعيه: التوتون، والتنباك، من الفصيلة الباذنجانية، التي تشتمل على أشر النباتات السامة، كالبلادونا، والبرش والبنج، وهما مركبان من أملاح البوتاس، والنوشادر، ومنه مادة صمغية، ومادة حريفة تسمى "نيكوتين" قالوا: وهي من أشد السموم فعلا.
وله استعمالات، أحدها: استعماله استنشاقا بالفم، وهو أقبح استعمالاته وأشدها ضررا، وهو من المخدرات القوية، فتسري مواده السامة في الأمعاء سريعا، وتحدث تأثيرا قويا في الأعصاب البدنية.
والثانية: استعماله استنشاقا مسحوقا مع أجزاء منبهة وهو مضر أيضا لاحتوائه على مواد سامة.
والثالث: استعماله تدخينا من طريق السيجارة وهي أعظم أدوات التدخين، لأن الدخان يصل إلى الفم حارا، ومن طريق النارجيلة، والقصبة المعروفة بالغليون.
وقد أثبت الأطباء له مضارا عظيمة، وقالوا: إنها تكمن في الجسم أولا، ثم تظهر فيه تدريجيا؛ وذكروا أن الدخان