الذي يتصاعد عن أوراق التبغ المحترقة، يحتوي على كمية وافرة من المادة السامة، هي "النيكوتين"؛ فإذا دخل الفم والرئتين، أثر فيهما تأثيرا موضعيا وعموميا، لأنه عند دخوله الفم، تؤثر المادة الحريفة السامة التي فيه، في الغشاء المخاطي، فتهيجه تهييجا قويا، وتسيل منه كمية زائدة من اللعاب، وتغير تركيبه الكيماوي بعض التغير، بحيث تقلل فعله في هضم الطعام، وكذلك تفعل في مفرز المعدة، كما فعلت في مفرز الفم فيحصل حينئذ عسر الهضم.
وعند وصول الدخان إلى الرئتين، على طريق الحنجرة، تؤثر فيهما المادة الحريفة، فتزيد مفرزهما، وتحدث فيهما التهابا قويا مزمنا، فتهيج السعال حينئذ لإخراج ذلك المفرز الغزير، الذي هو: البلغم، ويتسبب عن ذلك تعطيل الشرايين الصدرية، وعروض أمراض صدرية يتعذر البرء منها.
وما يجتمع على باطن القصبة من آثار التدخين الكريهة الرائحة، يجتمع مثله على القلب، فيضغط على فتحاته، ويصد عنه الهواء، فيحصل حينئذ عسر التنفس، وتضعف المعدة، ويقل هضم الطعام، ويحصل عند المباشر له الذي لم يعتده دوار، وغثيان، وقيء، وصداع، وارتخاء العضلات- وهي الأعصاب- ثم سبات، وهي: كناية عن حالة التخدير، الذي هو من لوازم التبغ المتفق عليه، وذلك لما يحويه من المادة السامة.