الهضم، وقلة القابلية للطعام، ما لا يخفى. والإكثار منه يفضي إلى الهلاك، إما تدريجا، وإلا في الحال، كما وقع لأخوين تراهنا على أيهما يدخن أكثر من الآخر، فمات أحدهما قبل السيجارة السابعة عشرة، ومات الآخر قبل أن يتم الثامنة عشرة.
ومن مضاره: تخريب كريات الدم، وتأثيره على القلب بتشويش انتظام ضرباته، ومعارضته القوية لشهية الطعام، وانحطاط القوة العصبية عامة، ويظهر هذا بالخدور، والدوار، الذي يحدث عقب استعماله لمن لم يألفه.
ويحكي الأستاذ مصطفى الحماصي عن نفسه مرة أنه قال: كنت أمشي يوما مع أحد طلبة العلم، فعرج على بائع دخان اشترى منه سيجارتين، أشعل إحداهما، وأقسم علي يمينا غليظا، أن آخذها منه وأستعملها.
قال: فتناولت السيجارة أجذب في دخانها وأنفخه من فمي، دون أن يتجاوز الفم للداخل، رأى هو ذلك، فقال: ابتلع ما تجذبه، فإن قسمي على هذا.
لم أمانع وفعلت ما قال نفسا واحدا، والله ما زدت عليه، وإذ دارت الأرض حولي دورة، تشبه دورة المغزل، فبادرت إلى الجلوس على الأرض، وظننت بنفسي أني انتهيت، وظننت بصاحبي الظنون. وبكل تعب وصلت إلى بيتي وأنا راكب، وهو معي يحافظ علي، وبعد ذلك مكثت