إلى آخر اليوم التالي تقريبا، حتى أحسست بخفة ما كنت أجده.
فحكيت هذا لكثير من الناس، أستكشف ما كان يخبو لي في السيجارة؛ فأخبروني أن الدخان يعمل هذا العمل، في كل من لم يعتده، فقلت إذا كان نفس واحد فعل بي كل هذا، فماذا تفعله الأنفاس التي لا تعد، كل يوم يجتذبها معتاد الدخان، خصوصا المكثر منه؟ اهـ.
ومنها: إحداث الجنون المعروف بالتوتوني، وهو أن من يتركه بعد استعماله، يختل نظام سيره في أعماله وأشغاله حتى يدخنه، فإذا دخنه سكن حاله.
وقد ذكر جمع من أكابر العلماء وجهابذة الأطباء، أن من العقل فضلا عن الشرع، وجوب اجتناب التدخين حفظا للصحة، ودفعا لدواعي الضعف، الجالب للهلاك والدمار، وخصوصا ضعيف البنية، وكبير السن الذي ليست عنده قوة لمكافحة الأمراض، وأصحاب المزاج البلغمي.
ولذلك يتركه كثير من الناس، خوفا من ضرره، وكراهية لرائحته، وقد يعلقون طلاق نسائهم على العود إليه، يريدون بذلك تركة نهائيا، فإذا حمل إليهم وقت الحاجة إليه، لم يستطيعوا الإعراض عنه أبدا، بل يقبلون عليه بكلياتهم كل الإقبال، ولو طلقت نساؤهم.