فالواجب: على من نصح نفسه، وصار لها عنده قدر، وقيمة، أن يتوب إلى الله عن شربه، ويعزم عزما جازما، مقرونا بالاستعانة بالله، لا تردد فيه ولا ضعف عزيمة، فإن من فعل ذلك أعانه الله على تركه، وهون عليه ذلك.
ومما يهون عليه الأمر، أن يعرف أن من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه. وكما أن ثواب الطاعة الشاقة، أعظم مما لا مشقة فيه، فكذلك ثواب تارك المعصية إذا شق عليه الأمر وصعب، أعظم أجرا، وأعظم ثوابا. فمن وفقه الله وأعانه على ترك الدخان، فإنه يجد المشقة في أول الأمر، ثم لا يزال يسلو شيئا فشيئا، حتى يتم الله عليه نعمته، فيغتبط بفضل الله عليه، وحفظه وإعانته، وينصح إخوانه بما ينصح به نفسه، والتوفيق بيد الله.
ومن علم الله من قلبه صدق النية، في طلب ما عنده، بفعل المأمورات، وترك المحظورات، يسره لليسرى، وجنبه العسرى، وسهل له طرق الخير كلها.
فنسأل الله الذي بيده أزمة الأمور أن يأخذ بنواصينا، ونواصي إخواننا إلى الخير، وأن يحفظنا وإياهم من الشر، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. كتبها رحمه الله سنة ١٣٧٦هـ وقد طبعت مفردة، وانتشرت والحمد لله.