للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا سيما في مجامع الصلاة وغيرها، بل تؤذي الملائكة، وعن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل الثوم أو البصل أو الكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" ١ أخرجه الشيخان.

ومعلوم أن رائحة الدخان ليست أقل خبثا من رائحة الثوم والبصل، وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من آذى مسلما فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى" أخرجه الطبراني في الأوسط.

وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [سورة الأعراف آية: ١٥٧] ، قال بعض المتشرعين: إن الدخان من الخبائث.

والرابع: كونه إسرافا إذ لا نفع فيه، بل ضرره محقق؛ وكذلك أفتى\ ابن عابدين في الدر المختار، وفي شرح الوهابية للشرنبلالي بمنع الدخان وشربه، وغيرهم من الأئمة الذين وجدت هذه الشجرة في زمانهم، لأنها وجدت بعد الهجرة النبوية بألف سنة تقريبا، والله أعلم.

وقال الشيخ: عبد الله بن سليمان بن حميد: مما حدث في هذا الزمان من البدع الشنيعة والعادات الخبيثة: شرب الدخان، المعروف بالتتن والتنباك، على اختلاف أجناسه وصفات استعماله؛ قد تكلم العلماء الأعلام في تحريمه


١ مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٦٤) , وأحمد (٣/٣٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>