ولا ريب أيضا عند ذوي العقول الصحيحة والفطر السليمة أن تزويد الإذاعة بالأغاني، والمطربين والمطربات، من سبل الفساد والتخريب، لا من سبل الإصلاح والتعمير.
ويا ليت هؤلاء الذين دعوا إلى التأسي باليهود وأشباههم في الأغاني، ارتفعت همتهم، فدعوا إلى التأسي بهم في إيجاد المصانع النافعة، والأعمال المثمرة.
ولكن ويا للأسف انحطت أخلاق هؤلاء، ونزلت همتهم، حتى دعوا إلى التأسي بأعداء الله، وأعداء رسوله، وأعداء المسلمين عموما، والعرب خصوصا، في خصلة دنيئة من سفاسف الأخلاق، وسيئ الأعمال.
بل من الأمراض المخدرة للشعوب، والسالبة لحريتها وأفكارها، والصارفة لها عن معالي الأمور، ومكارم الأخلاق، عن النشاط في ميادين الإصلاح إلى ضد ذلك. ومن أراد أن يعرف مثالا لسقوط الهمم، وضعف التفكير، وانحطاط الأخلاق، فهذا مثاله: دعوة من بلاد إسلامية إلى خلق من أحط الأخلاق، بتأس فيه بأمة من أحط الأمم، وأشدها عداوة للإسلام والعرب، وقد غضب الله عليها، ولعنها، فالمتأسي بها له نصيب من ذلك.
ولا شك أن هذا من آيات الله التي ميز بها بين عباده، وجعلهم أصنافا متباينين، هذا همته فوق الثريا ينشد