للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت القيان والمعازف، وشربت الخمور" ١.

وخرج أحمد في مسنده بإسناد جيد، عن ابن عباس، رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حرم الخمر والميسر، والكوبة، وكل مسكر" ٢ والكوبة، هي: الطبل، قاله سفيان، أحد رواة الحديث.

وقد روي في ذم الغناء والملاهي، أحاديث وآثار كثيرة، لا تحتمل هذه الكلمة ذكرها، وفيما ذكر كفاية، ومقنع لطالب الحق.

ولا شك أن الداعين إلى تزويد الإذاعة بالأغاني وآلات الملاهي قد أصيبوا في تفكيرهم، حتى استحسنوا القبيح، واستقبحوا الحسن، ودعوا إلى ما يضرهم، ويضر غيرهم، ولم ينتبهوا للأضرار، والمفاسد، والشرور الناتجة عن ذلك.

وما أحسن قول الله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [سورة فاطر آية: ٨] وصدق الشاعر حيث يقول:

يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

وقد دلت الأحاديث الصحيحة، على أن من دعا إلى


١ الترمذي: الفتن (٢٢١٢) .
٢ أبو داود: الأشربة (٣٦٩٦) , وأحمد (١/٢٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>