كيف ترون ذلك وتصبرون؟ ! أما تغارون؟ أما تخجلون؟ أما تخافون من رب العالمين؟ فالمرأة مأمورة بالاحتشام والحياء، والبقاء في قعر بيتها، لئلا تفتن وتنفتن، فتتنغص عليها حياتها وسعادتها، ويخدش عرضها، وتهان كرامتها، وتنطلق إليها النظرات الوقحة الجريئة.
ما هو والله إلا التقليد الأعمى سيطر على النفوس واستعبد القلوب، وأعمى بصائر الرجال والنساء، خضعوا له من غير تفكر ولا تدبر، ومن غير تورع ولا تأمل، وانقادوا له باستسلام ونشوة، فسلبت زهاهم مضرته وفتنته.
فالتبرج ضرره جسيم، وخطره عظيم، يخرب الديار، ويجلب الخزي والعار؟ إنكم مسؤولون أمام الله عما أولاكم، وجعلكم قوامين على النساء، فلماذا أهملتم؟ فأحسنوا تربيتهن وتوجيههن، وخذوا على أيديهن، فإنه إذا نزل العذاب عم الصالح والطالح.
فما لنا نرى المرأة في مجتمعنا، تزداد كل يوم في تبرجها؟ ! وإظهار جمالها ومحاسنها، بثيابها الجميلة وحليها البراق؟ ! وكأن المعني بقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}[سورة الأحزاب آية: ٥٩] غيرها.
فياللأسف! لقد خلعت المرأة ثياب الحشمة والصيانة، وتجردت من الحياء والعفاف والكرامة، كل هذا بسبب