العصر، انخدعت بما ينشر عن تحريرها وتثقيفها، ومسايرتها لركب الحضارة، وقلة التمدن.
فانساقت مندفعة في كثير من البلاد العربيه والإسلامية، وغزت الحضارة كل أحد؛ حتى عم البلاء وشمل الشر، وبلغ السيل الزّبَى، وطم ودخل على المصونات في خدورهن، وتطلع إلى ربات الأودية في مطاوي شعابهن.
فقل أن تجد أحدا، إلا وقد أخذ من سيل هذه السحابة المعتمة، فمقل ومستكثر، حتى رأى كثير من النساء، أن العادة القديمة التي اعتادتها أمهاتهن، من التستر والصيانة، عادة عفى عليها الزمن، ولا تليق بمن تحب أن ترى ملابسها الفضفاضة الضيقة، وهي تحكي جسدها، وتصور تقاطيع جسمها.
بل إن النشأة التالية، من لم يعرفن من الحياة إلا الشيء القليل، تراهن في الطرقات، وعليهن تلك الملابس، التي لا تغطي إلا القليل من الجسد.
وإنك لتحس بالألم يحز قلبك، حين تصادف في بعض هذه الصبية، التي استحسن مربوها أن يجعلوها بهذه الصورة، وهي تستحي أن ترى، بل نراها تنحني حين تقابلها الريح، فتعبث بما يسمونه "الكرته" البالغ من السعة والقصر حدا كبيرا.