بخلق الله، جاء الوعيد الشديد، والتهديد الأكيد، في حق المصورين.
وأما جعل الآية الكريمة، وهي قوله تعالى:{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} ١ معارضة لما دلت عليه النصوص النبوية بعمومها تارة وبظاهرها أخرى، فهذا من أفحش الغلط، ومن أبين تحريف الكلم عن مواضعه.
فإن التصوير الشمسي، وإن لم يكن مثل الجسد من كل وجه، فهو مثله في علة المنع، وهي: إبراز الصورة في الخارج، بالنسبة إلى المنظر؛ ولهذا يوجد كثير من المصورات الشمسية ما هو أبدع في حكاية المصور، بحيث يقال في الواحدة من الصور: هذه صورة فلان طبق الأصل.
وإلحاق الشيء بالشيء لا يشترط فيه المساواة من كل الوجوه، كما هو معلوم؛ هذا لو لم تكن الأحاديث ظاهرة في التسوية بينهما، فكيف وقد جاءت أحاديث عديدة واضحة الدلالة في المقام؟!
وقد زعم بعض مجيزي التصوير الشمسي أنه نظير ظهور الوجه في المرآة ونحوها من الصقيلات، وهذا فاسد; لأن ظهور الوجه في المرآة ونحوها، شيء غير مستقر، وإنما يرى بشرط بقاء المقابلة، فإذا فقدت المقابلة فقد ظهور الصورة في المرآة ونحوها.