والحج، على ما أدخلوا فيها من بدع، بل من ألوان من التشبه بالكفار أيضا.
وأظهر مظهر يريدون أن يضربوه على المسلمين هو: غطاء الرأس الذي يسمونه: "القبعة، البرنيطة"، وتعللوا لها بالأعاليل والأباطيل، وأفتاهم بعض الكبراء المنتسبين: أن لا بأس بها إذا أريد بها الوقاية من الشمس، وهم يأبون إلا أن يظهروا أنهم لا يريدون بها إلا الوقاية من الإسلام.
فيصرح كتابهم ومفكروهم بأن هذا اللباس له أكبر الأثر في تغيير الرأس الذي تحته، ينقله من تفكير عربي ضيق، إلى تفكير إفرنجي واسع! ثم أبى الله لهم إلا الخذلان، فتناقضوا، ونقضوا ما قالوا من حجة الشمس، إذ وجدوا أنهم لم يستطيعوا ضرب هذه الذلة على الأمة.
فنزعوا غطاء الرأس بمرة، تركوا الطربوش وغيره، ونسوا أن الشمس ستضرب رؤوسهم مباشرة، دون واسطة الطربوش، ونسوا أنهم دعوا إلى القبعة، وأنه لا وقاية لرؤوسهم من الشمس إلا بها.
ثم كان من بضع سنين أن خرج الجيش الإنجليزي المحتل للبلاد، من القاهرة والإسكندرية; بمظهره المعروف؛ فما لبثنا أن رأيناهم ألبسوا الجيش المصري والشرطة المصرية، قبعات كقبعات الإنجليز.
فلم تفقد الأمة في العاصمتين، وفي داخل البلاد، منظر