وبما أن العلماء هم مثابة القوة المبثوثة في جسم الدولة، فعظم جانبهم وشجعهم، وإذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر، فاستقدمه إليك وأكرمه بالمال.
وحذار حذار! لا يغرنك المال، ولا الجند! وإياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك، وإياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة؛ فإن الدين غايتنا، والهداية منهجنا، وبذلك انتصرنا.
ثم قال: واعمل على تعزيز هذا الدين المحمدي، وتوقير أهله، ولا تصرف أموال الدولة في ترف ولهو، أو أكثر من قدر اللزوم؛ فإن ذلك أعظم أسباب الهلاك. انتهى.
إذا فهمت ما تقدم، من فضل العلم وأهله، وعمارة بيوت الله، بتبليغ شرعه، ووصية الملك باستقدام أهل العلم، وبلغك تفرق العلماء، الذين هم الأهل أن يؤخذ عنهم العلم من قلب العاصمة.
وقدوم الألوف من الوثنيين الملحدين، الذين هم السم القاتل لدين الإسلام، وفساد المجتمع، تبين لك السبب الأعظم، الذي أفردت من أجله هذا الكتاب ١ لبيان تلك المعاول الهدامة، الحادثة في هذا العصر.
[رسالة الشيخ عبد الله بن حميد في الحث على التمسك بالدين]
ومن نصائح علماء هذا العصر التي تشمل غير الحادث
١ يقصد به البيان الواضح وأنبل النصائح وقد قسمناه مع التراجم في جزئين لمراعاة أحجام الأجزاء.